الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية فرقة ليلية تعتدي بالعنف الشديد على السجينات: أين الحقيقة؟

نشر في  11 ماي 2016  (11:52)

أكد المحامي ونائب رئيس فرع باردو ومنوبة والمنازه للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أيوب الغدامسي أن المؤسسة السجنية التونسية هي مؤسسة مهينة للذات البشرية ولا ترتقي إلى درجة الإصلاح، وذلك وفق ما عاينته الرابطة في مختلف زياراتها إلى السجون التونسية، على حدّ تعبيره.
وكشف الغدامسي، أن فرقة ليلية بسجن النساء بمنوبة تعتدي بالعنف الشديد على السجينات، مؤكدا أن الرابطة عاينت اثار اعتداء جسدي على بعض السجينات.
ووصف الغدامسي الوضع بالقاسي جدا، حيث ذكر ان هناك من السجينات من أصيبت بكسر في فكها السفلي وغيرها من حالات الاعتداء الجسدي، كما ذكر ان مرتكبي هذه الجرائم عادة ما يفلتون من العقاب بسبب رتبهم العالية، اضافة الى أن  السجن يشهد تلفيق تهم كيدية لبعض السجينات مما ينجر عنه تسليط عقوبات إضافية عليهن.
وذكرت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، في تقريرها السنوي الذي جاء تحت عنوان «السجون.. مؤسسات إصلاحية أو مؤسسات عقابية ومهينة للذات البشرية» ذكرت أن حالات التعذيب وسوء المعاملة هي الأكثر تواترا وبلغت نسبة 90 % من جملة الانتهاكات في حين بلغت حالات الموت المستراب 7 %
واضاف التقرير أن الشباب بين سن الـ19 و39 سنة هو الأكثر تعرضا للانتهاكات وأن 80 % من الحالات هم من الذكور في حين طالت هذه الانتهاكات في 20 % منها النساء.

وزير العدل على الخطّ

ويذكر انه وعلى إثر ما تم تداوله ، أدى وزير العدل عمر منصور زيارة تفقد إلى السجن المذكور وقد كان مرفوقا بعدد من ممثلي وسائل الاعلام، حيث أذن الوزير بفسح المجال إلى الإعلاميين للحوار بكل حرية وشفافية مع السجينات وسؤالهن عن كيفية المعاملة بالسجن وهل هناك ممارسات تعذيب ممنهجة ومتعمدة من قبل أعوان السجن المذكور، وهو ما لم يتم تأكيده من قبل السجينات اللواتي شددن على ضرورة مراعاة وضعيتهن وتمتيعهن بالعفو أو السراح الشرطي حتى يعدن إلى حياتهن العائلية والطبيعية رغم ما قد يكن ارتكبنه من أخطاء ..
و شدد وزير العدل على ضرورة الحفاظ على حرمة السجينات وصون كرامتهن مهما كان الجرم الذي ارتكبنه، نافيا أن تكون هناك ممارسات تعذيب ممنهجة في السجون التونسية وأن بعض الحالات إن وجدت لا تتعدى بعض الاعتداءات بالعنف أو سوء المعاملة التي قد تصدر عن بعض الأعوان وهي حالات معزولة لا أكثر. وأضاف الوزير أن الوزارة والإدارة العامة للسجون والإصلاح حريصتان على التصدي لمثل هذه الحالات المعزولة بمجرد اتصالها بشكاوى أصحابها من المعتدى عليهم.  
 وأكد الوزير أن الا رتقاء بالمنظومة السجنية مسؤولية يجب أن يتحملها الجميع وأن تتظافر فيها الجهود بين هياكل الدولة ومكونات المجتمع المدني حتى يتسنى التخفيف من وطأة الاكتظاظ في الوحدات السجنية وما يحمله ذلك من آثار جد سلبية على واقع المنظومة السجنية، مشددا في ذات الوقت على مضي الوزارة في انفتاحها على كل قوى المجتمع المدني ووسائل الاعلام لإبراز ما يدور خلف أسوار السجون التونسية بكل وضوح وشفافية.

مديرة السجن تكشف

 ومن جانبها نفت مديرة سجن النساء إمكانية تعمد الإطار السجني انتهاج التعذيب أو انتهاك حقوق الانسان مشيرة إلى وجود مراقبة دقيقة عبر الكاميرا توثق ما يدور في الفضاءات الجماعية وغرف السجن وتدين كل من يسيء معاملة أي سجينة كانت.   

موقف النقابة الأساسية لسجن منوبة

اما النقابة الأساسية لسجن منوبة فاصدرت بيانا استنكرت فيه تصريحات نائب رئيس فرع باردو ومنوبة والمنازه للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أيوب الغدامسي، واكدت النقابة ان هذه التصريحات لم تبن على أي أدلة سوى شهادات شفاهية لبعض السجينات
وبينت انه كان حريا بالرابطة التونسية الوقوف على واقع أعوان السجون و عملية قتل الملازم بادارة السجون والاصلاح نعيم الرياحي والتي لم تحرك ساكنا في هذه الهرسلة التي نتعرض لها دون حماية مادية كتوفير الأسلحة ودون حماية قانونية على غرار قانون حماية الأمنيين الذي لم ير النور الى حد الآن، حسب ما جاء في نص البيان.
واكدت النقابة ان هذه التصريحات غير المسؤولة من شأنها أن تقلل من عزائم منظورينا وتحبط عزائمهم.

النقابي حسين السعيدي

وفي اتصال هاتفي بكاتب عام النقابة الاساسية لاطارات وأعوان السجون والاصلاح حسين السعيدي أكد لأخبار الجمهورية أن ما صرح به المحامي أيوب الغدامسي هو عبارة عن جملة من المغالطات وذلك لأن الغرف السجنية مراقبة بالكاميرات وهو ما يحول دون حدوث حالات تعذيب أو انتهاكات لحقوق المساجين، مضيفا أن الوحدات السجنية لا توجد بها فرق ليلية خاصة مضيفا ان هذا الادعاء يدخل في خانة تشويه المؤسسة السجنية.
كما افادنا محدثنا ان وزير العدل اطلع على كل التسجيلات ولم يتم تسجيل اي اعتداءات، كما لم يتم العثور على أي اثار لاعتداءات على السجينات وهو ما نقلته كل وسائل الاعلام على حدّ تعبيره مضيفا انه واثناء استجواب جل السجينات لم تصرح ولو واحدة منهن بتعرضها للتعذيب .
من جهة اخرى اكد حسين السعيدي ان نقابة السجون تقف ضدّ كل الاعتداءات وكل الانتهاكات وتسعى للتشهير بها ان وجدت، كما لم ينف وجود حالات اعتداء معزولة وفردية من قبل بعض الاعوان لكنها لا ترتقي الى مستوى التعذيب الممنهج .
واستغرب محدثنا من لجوء الغدامسي الى وسائل الاعلام عوض التوجه الى النيابة العمومية ومدها بالأدلة ان وجدت ومطالبتها بفتح تحقيق وهو ما يدل حسب كلامه على وجود مغالطات وان البعض يسعى الى خلق بروباغندا اعلامية لا غير .

عبد الستار بن موسى

أما رئيس الرابطة التونسية  للدفاع عن حقوق الانسان عبد الستار بن موسى فأفادنا انه يتبنى كل ما صرح به المحامي ايوب الغدامسي وان ما جاء على لسانه صحيح، مضيفا في الآن ذاته انه سيقوم بزيارة السجينات لمزيد التأكد، كما اشار الى ان السجينات لم ينفين اثناء زيارة وزير العدل تعرضهن الى الضرب مؤكدا ان ذلك هو نوع من انواع التعذيب ..
كما افادنا ان الرابطة سبق لها ان راسلت وزارة العدل ومدتها بتقارير تثبت التعذيب وانتهاك حقوق المساجين لكنها لم تجد الردّ على كل تلك التقارير على حد تعبيره.

راضية النصراوي

من جهتها قالت رئيسة المنظمة راضية النصراوي في مؤتمر صحفي بالعاصمة إن التعذيب في تونس ليس <>سياسة ممنهجة، ولكن عدد الضحايا كبير»، مضيفة أن المنظمة تلقت 250 ملف تعذيب سنة 2015،و أن حالات التعذيب وسوء المعاملة هى الاكثر تواترا، وبلغت نسبة 90 بالمائة من جملة الانتهاكات، في حين بلغت حالات الموت المستراب 7 بالمائة.
وشددت النصراوي أن تونس وبنزرت وزغوان من بين الولايات التي تقع بها انتهاكات ضد حقوق الانسان، تصل نسبتها الى 51 بالمائة. واشارت النصراوي الى أن الشرطة يعتمدون التعذيب بنسبة 51 بالمائة، بينما اعوان السجون يعتمدون التعذيب بنسبة 27 بالمائة، فى حين  أنّ النسبة الاقل يحرزها أعوان الدون، وتمثل 7 بالمائة.  

إعداد: سناء الماجري